أخذت من أبي المرح ومن أمي الصبر
- كنت معروفة بأني ثرثارة منذ الصغر
- صديقاتي ينادونني "ماما"
- جربوا أن تقبلوا أقدام أمهاتكم والتوافق أسعدتني بحضورها.
حوار وتصوير : معصومة المقرقش – التوافق – صفوى
الأخلاق هي عنوان الشعوب, وقد حثت إليها جميع الأديان, ونادى بها المصلحون, فهي أساس الحضارة, ووسيلة للمعاملة بين الناس وقد تغنى بها الشعراء في قصائدهم ومنها البيت المشهور للشاعر أحمد شوقي
(وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.... فـإن هُمُوُ ذهبــت أخـلاقهم ذهــبوا)).
آية الملا طالبة مدينة صفوى المتفوقة تعود من جديد تلتقي معنا في اقل من شهر لا من أجل أن نزف لها خبرا عاديا وإنما لنبارك لها مجدا جديدا صنعته بروحها وابتسامتها العذبة وحسن تعاملها لتنال بجدارة لقب ملكة جمال الأخلاق (شبكة التوافق الإخبارية) زارتها في منزلها وقدمت لها درعا تذكارية وتهنئة نيابة عن أسرة تحرير وإدارة الشبكة وكان هذا الحوار :
التوافق : نود ويود الجميع أن يتعرف على ملكة جمال الأخلاق ؟
أنا آية علي حسين الملا من مواليد مدينة صفوى الحبيبة , ترتيبي العائلي السابعة وبين البنات الرابعة , حديثة التخرج من الثانوية العامة قسم ( علمي ) اطمح لدراسة الطب , شخصيتي من النوع الاجتماعي , أحب التعرف على الناس وتكوين الصداقات الجديدة فلا يوجد عندي أي تكلف وباختصار شديد أنا متواضعة جداَ.
التوافق : حدثينا عن طفولتكِ ؟
طفولتي كما تقول أمي كانت رائعة بها من الشقاوة والمرح والتميز والجرأة وكنت معروفة في وسط العائلة منذ الصغر أني ( ثرثارة ) أحب الحديث دائماً وعلى رغم ذلك كان عندي نوعا من الثقافة , وأذكر لكِ مثالا على ذلك : كل من يسألني أين ذهب البابا ؟ كنتُ أرد عليه ذهب إلى ( الأوفيس) بدلا من قولي ذهب إلى المكتب .
ورثت شخصية والدي وصبر أمي
التوافق : من أين أخذتي هذه الروح المرحة والجريئة ؟
تضحك ... بصراحة ورثتها عن والدي أطال الله في عمره, فشخصيتي قريبة نوعا ما من شخصيته, كذلك ورثت من أمي صبرها , فقد علمتني الصبر وتحمل القضاء والقدر , والسبب في ذلك يرجع لكون أختي الكبرى اصيبت باعاقة , فاستقبلتها أمي بالحمد والشكر لله سبحانه وتعالى , إضافة إلى ذلك كان لدي أخ يعاني من فشل كلوي والحمد لله عمل له زراعة كلى وهو الآن على أحسن ما يرام , فأمام كل هذه الأمور كنت أجد أمي صابرة وقوية فلم تشتكي يوما أو تتذمر من حالها .
لا أتحرج من أن تكون أختي من ذوي الاحتياجات الخاصة
التوافق : نفهم من هذا أن آية لا تتحرج من كونها أختا لشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة ؟
على الإطلاق فعلاقتي بأختي الكبرى جدا قوية وأنا أحبها كثيرا ولا أتردد في الذهاب إليها وتقبيل رأسها ودائما ما أقول لها ( أحبكِ ) وكونها ليست دائمة الإقامة معنا في البيت فغالبا ماتكون في مركز الرعاية للمعاقين في حائل لا يمنعنا من التواصل , وعندما علمت أني حصلت على اللقب فرحت كثيرا ودعت لي بالتوفيق لأني مؤمنة أن دعاء المريض مستجاب وأنا أثق بدعائها .
التوافق : عرفنا عن طفولتكِ فكيف كانت بداية مراهقتكِ ؟
لا اخفي عليكِ ويمكنك سؤال أي شخصٍ قريب منّي عن بداية مراهقتي يقولون لكِ ( آية) ناضجة ورزينة وتصرفاتها وحديثها أكبر من سنها ...( وتبتسم ) لا تطالبيني بموقف يدل على ذلك لأني كثيرة النسيان خاصة للمواقف الشخصية فغالبا ما تتولى صديقاتي أمر تذكيري بها .
التوافق : وعن دراستك وسر تفوقك ؟
حقيقة لا أنكرها يرجع الفضل بعد الله تعالى في تفوقي وحبي للدراسة إلى أختي ( فاطمة) كانت كثيرا ماتهتم بمذاكرتي وهي الآن في أمريكا تكمل دراسة الماجستير أرجعها الله بالسلامة , أما عن سر تفوقي هو إحساسي أن لأهلي حقٌ في أن يفخروا بيّ وأن تظل رؤوسهم مرفوعة فعزمت على أن تظل دراستي دائما من أولوياتي .
صديقاتي لا يستغنينّ عن آية ولا يزعجني مناداتهنّ ليّ بماما
التوافق : ماذا عن صديقاتك وزميلاتك في المرحلة الثانوية كيف هي علاقتك بهنّ؟
صديقاتي لا يستغنين عن آية في جميع أمورهن خاصة بما يتعلق بأمور الدراسة والحياة العامة فكنت المرجع لهنّ لدرجة أنهن كتبنّ على طاولتي ( ماما etoo) أو كثيرا ما ينادوني ( أبله آية ) كما كنت أنظم معهن الرحلات والحفلات وأطلعهن عن آخر أخبار الدراسة .
التوافق : لم يكن هذا الأمر يزعجك عندما يلقبوكِ بأمهنّ ؟
أبدا لا يزعجني بالعكس أجد هذا الأمر أكثر حميمية بين صديقاتي كما أنه يسعدني ويشعرني بأهميتي وأني على قدر من المسؤولية والأهمية فأنا لا أحب العيش في وسط أكون فيه مهمشة وفي وسط لا يشعرني بوجودي ويكفي أني استطعت أن اثبت شخصيتي التي تحترمنها صديقاتي وبقية زميلاتي وكل من عرف آية .
التوافق: حديثكِ يوحي لنّا أنك لست من نوع الطالب المتفوق المنغلق على نفسه وكل همه المذاكرة ؟
نعم .. أنا طالبة جمعت بين الجد والمرح أعطي وقتي الكافي للدرس والمطالعة ووقت للمرح , فأحب الخروج للرحلات والحفلات والسلام على الكبير والصغير والحمد لله كل الذي وصلت إليه اليوم لا يزيدني إلا تواضعا لله سبحانه وتعالى .
يكفيني أن يجدني أهلي ملكة الأخلاق دون مسابقة
التوافق: بعد كل هذا الحوار عرفنا شخصية آية نود الآن أن نعرف السبب الذي دعاكِ للمشاركة في المسابقة ؟
فكرة المشاركة كانت من الأهل بشكل عام ومن ( والديّ) بشكل خاص وإن كان يكفيني أن يجدني أهلي ملكة الأخلاق حتى لو لم اشترك , ومع أني كنت قد غضضت النظر فيها نظرا لكوني في ثالث ثانوي ولان سياسة المسابقة تخضع لبرامج تأهيلية ودورات لمدة سبعة أسابيع كان من الصعب عليّ المشاركة , لكن عندما علمتُ أن اللجنة متفهمة ومتعاونة مع طالبات ثالث ثانوي وذلك بالسماح لهن بالتغيب عن بعض الدورات تشجعتُ في المشاركة , وحقيقة كانت اللجنة متفهمة لوضعي وقد تغيبت عن إحدى الدورات نظرا لارتباطي بموعد الامتحانات لكني حضرت معظم الدورات والبرامج .
التوافق : ما هي البرامج التي خضعتنّ لها في تلك الفترة ؟
كانت تنقسم إلى قسمين قسم تدريب داخلي وتشمل " تدريب وتطوير الذات " و " فنون التواصل " و " كيف تحب " و " قسم تطوير المهارات منها : مهارات الديكور المنزلي والعناية بالبشرة والاهتمام بالمنزل , وبهذا انتهز فرصة أن أقدم جزيل الشكر والامتنان إلى القائمين على إعداد البرامج لأنهم بالفعل كانوا على قدر من المسؤولية والاهتمام .
التوافق : بعد البرامج كانت هناك مسارات وفي كل مسار كانت تخرج متسابقات نود أن نعرفها منكِ آية بالترتيب ؟
نعم لكِ ذلك .. فالمسارات كانت عبارة عن ( 5) مسارات الأول كان عبارة عن استمارة تسجيل تقوم كل متسابقة بتعبئتها وأود أن اؤوكد أنها كانت " مجانية " وكانت تحوي على سؤال عبارة عن موقف بنت مع أمها والمطلوب هو وضع رأي خاص بنّا عن السلوك الذي تصرفت به البنت مع أمها , علما أن حضور المسارات والبرامج كان عليه درجات وغالبية المتسابقات كنّ لا يحضرن .
وأما عن المسار الثاني كان عبارة عن اختبار قياس وبعدها تم اختيار 40 متسابقة فقط بعدها ذهبنا لرحلة مع أمهاتنا وكانت لجنة التحكيم تحاورنا بشكل شخصي, كما كانت هناك لجنة خاصة للأمهات لان حضورهن كان إلزاميا كذلك .
والمسار الثالث كنّ ( 16) متسابقة أجرينّ مقابلة شخصية مع أمهاتنا وكانت اللجنة تسألنا سؤالا منفردا ومن ثم ترجع تسال أمهاتنا نفس السؤال فإذا تطابقت الإجابات عرفت اللجنة أن المتسابقة لا تكذب ومن ضمن السؤال كان " ما هو الأسلوب الأمثل الذي تعتمديه مع أسرتك هل هو الانتقاد , الاستهزاء , الحوار , التوجيه والإرشاد " ؟ فكان اختياري هو ( الحوار ) واختيار والدتي ( الحوار مع التوجيه والإرشاد ) وبعد هذا المسار تقلص العدد إلى (7) متسابقات دخلن المسار الرابع وحددت لنا اللجنة 8 دقائق نكتب تعبيرا نصّف فيه مشاعرنا اتجاه أمهاتنا ومن ثم نقرأها أمام لجنة التحكيم وبعدها يكون التقييم , ثم كان المسار الخامس وهو مسك ختام المسابقة .
ليلة التتويج نمتُ جيداً وكنتُ أتوقع فوز فاطمة التاروتي
التوافق : كيف قضت آية ليلة التتويج ؟
كانت ليلة عادية بالنسبة ليّ ونمت جيداً وقد كان لدي خوف ولكن بسيط أو عادي , فقد كان أهلي يتوقعون فوزي حتى زميلاتي السبع كنّ على يقين أن آية هي الملكة , مع أني كنت أتوقع أن تكون فاطمة التاروتي.
.