نشهد هذه الايام النموذج المتحضرالمتمثل في شعب البحرين الثائر...الذي نهج دروسا راقية في ثقافة المطالبة بالحقوق ....استنبطها من منبع وفيوض رسالة الحسين عليه السلام (انما خرجت لطلب الاصلاح فی امة جدی).... فكان يستنطق الكلمة التي تبحث عن الكرامة والحرية وازاحة الظلم والعنصرية.... ويحمل في يديه وردة المحبة والسلام وللانتماء للارض والوطنحتى لمن يقابله بالسلاح ...
هل يعي الطرف المقابل هذاالمغزى... هو لا يفهم لانهلايريد ان يفهم !!! وهو لايرى انه يحكم شعبابل يتراءى امام ناظريه كرسي العرش وفقط فيزداد انتفاخا وتكبرا
للاسف ياحمد ايها الملك العظيم لم تستطع ادارة الازمة بعقلية المحنك السياسي الحكيم كما ادارها قابوس ...هل تعلم أنك ستخسر الطرفين شعبك ابناء الارض الاصليين المحبين لترابها ....ومن اوفدتهم (المجنسين ) الذين لايوالون سماء ولا هواء البحرين فلربما يوما ما سيثورون ضدك ويحطمون عرشك
ثورة اللاعنف للشعب البحريني والتي كانت بعيدة عن النزعة الطائفية كانت اقوى من ان تصدها بجيشك ومرتزقتك وقوتها لانها مطالب حقيقية وواقعية وصامدة وانبنت من الدم والجراح .. فاستمعت الى توجيهات مرشدك الاعلى (امريكا ) وحتى تحمي مصالحها خلطت لك جميع الاوراق وصنعت الفوضى الخلاقة ....في النهاية لتجر ايران للحرب مع الخليج وتزرع فتنة شيعية سنيةقال تعالى
وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال:30] ...
فاستنجدت بكل جيران بني اميه ليناصروك كما تكالبوا على انصار الحسينلتبيد شعبا أعزل قدم لكم الورود....وأطلقتم عليه الحمم و النيران فكانت دماء زكيه طاهرة ... سيشهد لك يوما لونهاالقاني الذي ينضح كبرياء واباء ورائحتها العبقةالمنتشرة عبر اثير وموجات الكون وحينها نقمة الله لا تبق ولا تذر
وعرائس السلطات المتنوعة التي ترقص على مذبح المطالبة تنعق وليتها تلتزم الصمت لئلا تزعج السمع
فهذا رئيس وزراء قطر والذي قال يعز عليه شعب البحرين..ز لكنها الاتفاقيات .... تقمص دور سنان بن انس الايادي عندما أدخل راس الحسين على عبيد الله بن زياد وهو يقول
املأ ركابي فضة وذهبا أنا قتلت الملك المحجبا
قتلت خير الناس اما وابا وخيرهم اذ ينسبون نسبا
وذاك بانكي مون الامين العام للامم المتحدة يبدي قلقه والذي لم يخرج ابدا من دائرة الانفعال السلبي الى الفعل الايجابي ... فهو دائما يعيش في مركز دائرة القلق ... الا يدري ان هناك عيادات كثيرة لمعالجة الامراض النفسية ومنها القلق
انا اتحدث مع العقل الانساني الذي خلقه الله ليعم العدل والرحمة هل اصبح طريق المطالبة بالحقوق كفرا وزندقة واجراما؟
اين نتعلم ثقافة هذه المطالبة اذا لم يقبلها منا من هم اعلى منا في السلطة ؟
هل نتقوقع وننكمش ونرضخ ونستسلم لان السلاح مصوب نحونا ؟
هل هذا ما علمه لنا الحقوقي امامنا العظيم الحسين عليه السلام واطلق مقولته الخالدة الا من ناصر ينصرنا... والتي في معناها لا تستكين ...ولاتهن ...بل قف وتقدم حتى لو قدمت الروح فداء ...قل لا للظلم قل لا للعبودية... بشتى الاشكال لكن لا تتجمد
لنعلم ابنائنا منذ الصغر ثقافة المطالبة الحقة والتي تبدأ من اصغر حقوقهم هو قبولهم والاعتراف بمحبتهم وتعليمهم وحمايتهم وتهيئة المستقبل المشرق الواعد لنقبل منهم كلمة لا بصدر واسع وبمحاورة هادفة بل لا بد ان نعلمهم ان يكرروها بكل ادب واحترام وبكل ثقة حينما تكون في موضعها الصحيح في بيئة المنزل حينما نحن نسرقها منهم وفي المدرسة وفي المجتمع ونحترمها فيهم ...
انحني لك اجلالا ياشعب البحرين الصامد فمنك نستلهم مواقف العزة وصمود القوة ....دماءك ستكون تيجان لملوك الحرية
قال تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾القصص